قال الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي، في مقابلة مع “العربية”، إن إيني قدمت استراتيجية جديدة، عبارة عن هدف وليس طموحا، لعام 2050، وأضيفت إليها أهداف مرحلية بحلول عام 2030 لانبعاثات النطاقين الأول والثاني في أنشطة المنبع عام 2040 لانبعاثات النطاقين الأول والثاني في مجمل أنشطتها الأخرى.
وأضاف أنه بالنسبة للنطاق الثالث، فإنها بالنسبة للشركة جزء أساسي من منهجيتها واستراتيجيتها، وبدأ العمل من الآن على الاستراتيجية للوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول 2050.
وأوضح أن إحدى الخطوات المهمة تزويد عملاء الشركة بالكهرباء والغاز كمنتجات خضراء. ولهذا السبب قررت إيني فصل وحدة العملاء، لا سيما أن لديها الكثير من العملاء، بما يتجاوز أكثر من 10 ملايين، والمستهدف الوصول بهم إلى 15 مليون بحلول 2030.
وأشار إلى أن هذه طريقة جيدة للتعامل مع انبعاثات النطاق الثالث، لأنك تبيع منتجات خالية من الكربون لعملائك، وستقوم إيني بالأمر نفسه في أنشطة النقل، سواء تعلق الأمر بالسيارات أو الطيران، وأيضاً مع عملائها الصناعيين. وتابع: “مشروعنا إذاً أن ننتج ونبيع المنتجات الخالية من الكربون قد تكون خضراء، أو زرقاء، أو حيوية”.
وقال كلاوديو ديسكالزي: “وبذلك نحن نأخذ على عاتقنا مسؤولية انبعاثات النطاق الثالث، لأنه من غير السهل أن تقوم بإنتاج منتجات كربونية ومن ثم تطلب من العملاء الاستثمار في خفض الانبعاثات. الطريقة الأفضل لمواجهة انبعاثات النطاق الثالث هي بيع منتجات خالية من الكربون، وهذا هو مشروعنا”.
وتابع: “في الوقت الحاضر، لدينا خطان كبيران للأعمال، لدينا كل نشاط الغاز في المنبع، ونشاط احتجاز الكربون وتخزينه والحفاظ على الغابات. وكذلك أنشطة الطاقة المتطورة، والتي تشمل الكيماويات، وأنشطة التجزئة والتي تشمل عملاء الكهرباء والغاز. إذاً، نشاط التجزئة سيتم فصله”.
وفي سياق متصل، قال رئيس إيني إن مضاعف الأرباح قبل الفوائد والاستهلاك والضرائب والإهلاك يتراوح بين 3 و4 مرات، بينما المضاعف في قطاع الطاقات المتجددة يصل إلى 23 أو 24 ضعفاً، وعوائدنا فيه قبل الفوائد والضرائب والإهلاك تصل إلى مليار يورو.
وأضاف أنه عندما يتم فصل هذه الشركة وإدراجها، ستتمكن من الحصول على رؤوس الأموال بسهولة كبيرة، وهذا ما سيشكل رافعة لأعمالنا، وبالتالي لن يظل عبء الاستثمار على إيني، بل سيصبح على الشركة التابعة، التي ستصبح قادرة على زيادة نموها في قطاع الطاقات المتجددة، لأننا نهدف للوصول إلى 15 مليون عميل، وما لا يقل عن 15 غيغاوات من الكهرباء الخضراء.
وأوضح أن فصل شركة الطاقات المتجددة سيزيد مرونتها وقيمة أعمالها، والمقيّمة بقيمة أقل ضمن إيني، إضافة إلى أنه سيكون هناك تركيز أكبر على أنشطتها.
الاستثمار في الهيدروجين
وقال إن شركة “إيني” تخطط للتوسع في مجال الهيدروجين الأزرق لتوفير الوقود النظيف لمصافيها، والمشكلة في الهيدروجين ضعف الطلب عليه، وإيني تخاطر بالاستثمار في الهيدروجين ولا تعلم متى سيتم استخدامه”.
عن أزمة الغاز في أوروبا قال رئيس إيني، إن الأزمة تعود على ما أعتقد إلى أنه اعتباراً من عام 2014، تم تخفيض الاستثمارات في قطاع المنبع بـ15% عالمياً. وهناك إذاً 7 سنوات من الاستثمارات المخفضة، من ضمنها السنتان الكسولتان خلال جائحة كوفيد. لكن الطلب ما زال قائماً، بل إن هناك ارتداداً للطلب بعد الجائحة، لكننا لم نستثمر.
وأضاف أنه لذلك هناك ندرة في الغاز، وتلك هي المشكلة الحقيقية، ليس فقط في أوروبا بل في كل مكان، بما في ذلك أميركا الجنوبية، وكذلك في أميركا الشمالية وآسيا، لأن الطلب نما بعد الجائحة بوتيرة أكبر بكثير من بقية دول العالم.
وأوضح أن الوضع يعبّر عن مشكلة هيكلية، وليست مسألة يمكن معالجتها في ليلة واحدة، وذلك بسبب 7 سنوات من الاستثمارات المنخفضة، بالإضافة إلى أن الشركات مضطرة لتوزيع استثماراتها ما بين أعمالها التقليدية، التي تحتاج إلى رفع الكفاءة واحتجاز المزيد من الكربون، وفي الجانب الآخر تحتاج إلى الاستثمار في تحول الطاقة والاقتصاد الدائري ومصافي الوقود الحيوي والطاقات المتجددة.
وتابع: “بالتالي، هناك القليل من الاستثمارات المتاحة للهيدروكربون. ولذلك أن أعتقد أن المشكلة هيكلية. وعندما تكون الأسعار مرتفعة جداً ينخفض الطلب. لكنني متفائل في شأن المستقبل، لأنني واثق من أن الاستثمارات سترتفع، في الغاز خصوصاً، لكن ليس بالتأكيد في النفط، لأن الغاز هو القطاع الوحيد الذي يتكامل في عملية التحول مع الطاقات المتجددة والوقود الحيوي، لأنه غير ملوّث. لكن في حال كانت أسعار الغاز مرتفعة للغاية ولم يتم توجيه الاستثمارات إلى هذا القطاع، سنواجه خطر ارتفاع استخدام الفحم. وهذا ما يحصل بالفعل، فاستخدام الفحم لإنتاج الكهرباء يتزايد”.
الفحم يتصدر
وأوضح أنه “في COP 26 تم التوصل إلى نتيجة مهمة وهي الحديث للمرة الأولى عن الفحم، وتحديد الاتجاه. وبعض الناس قد لا يكونون سعداء بذلك، وأتفهم بعض الدول الأشد فقراً، لكن الفحم لا يزال يحتفظ بالمركز الأول في توليد الكهرباء، بحصة تصل إلى 37%، ويستأثر بـ70% من انبعاثات هذا القطاع”.
وتابع رئيس إيني: “مجرد الحديث في الأمر خطوة كبيرة. لكن، كما هو واضح، لا يمكن تخفيض استخدام الفحم من زيادة استخدام الغاز، لأننا نحتاج إلى الاستمرارية في قطاع الكهرباء. أياً تكن وجهات النظر، نحن في مرحلة تحول، وما نشهده في سوق الغاز نقطة حرجة علينا أن نواجهها جميعاً”.